إن الإنسان قد يظلم أخيه الإنسان ظنا منه أنه ناج بفعلته وينسي أن الله جل وعلا بالمرصاد وأن الله قد يوفيه حسابة فى الدنيا قبل الآخرة وقد روى عن أبى قلابة أنه كان برفقة بأرض الشام فسمع رجل يقول: يا ويلاه من النار. قال: فقمت إليه فإذا برجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكبا لوجهه فسألته عن حاله فقال: إنى كنت ممن دخل على عثمان ابن عفان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها. فقال عثمان: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار فأخذتني رعده عظيمة وخرجت هاربا فأصابني ما تري ولم يبقى من دعائه إلا النار . فقلت له: بعدا لك وسحقا. سبحان الله لطم امرأة ظلما في الدنيا فدعي عليه زوجها فقطع الله بدعوة المظلوم يدى هذا الرجل ورجليه وأعمى بصره وما خفى كان أعظم. فلنتقى الله جل وعلا قبل الخوض في أعراض الناس وتتبع عوراتهم فرب دعوة مظلوم تتفتح لها أبواب السماء تهوى بالظالم سبعين خريفا في النار وهو في غفلة من ذلك والعاقل من وعظ بغيره ومن لم يكن له الموت واعظ فلن تنفعه كل المواعظ.