و جائني إتصال هاتفي من واحد من أعز طلابي القدامى
وكان يقول: سامحني على عزائى المتأخر، ثم شعرت برعدة في صوته وهو يقول: لقد أصيب أبى وهو في الستين من عمره وهم في طريقهم لأخذه إلى الحجر، كم سيمكث هناك؟ هل سينجيه الله ؟ هل سنتمكن من رؤيته ثانية؟ كلمات تعتصر القلب.

تخيل شيخا جليلا عكف على تربيتك والسهر على راحتك وأطعمك وكساك وشملك بحبه وحنانه لسنين ولما ضربه المرض وحان موعد رد الجميل تحرم حتى من ثواب عيادته ومن الربت على كتفه في شدته

وتقف على عتبات بابك وقد جاء المسعفون يرتدون أرديتهم الواقية وأبوك يحمل حقيبة ملابسه ليخرج وحده ويركب الإسعاف وحده وهو ينظر من قضبان النافذة إلى بيت طالما تعلق قلبه بمن فيه

وعندها تشعر بالأسى على كل لحظة مضت لم تجلس فيها إلى جوار من تحب وتشعر بقيمة كل أمر بسيط شاركتهم إياه من قبل

Leave a Reply