وفي الحياة لطالما ستلتقي بأناس يعظوك بالفضيلة وحسن معاملة الغير وهم قد ظلموك و هضموا حقك ، والعجيب أنهم قد يصابون بحالة من الاندهاش إن أنت أعرضت عنهم . وليس بين الناس من هو أسوء ممن يدعي الود الذي يكذبه الفعل ، فلسان حال هؤلاء المحبة والأخوة وأفعالهم على شاكلة قابيل و ابن سلول . وخير فاضح لهؤلاء هي الشدائد والمصاعب فهي الكاشفة وهي التي تسقط الأقنعة وتظهر ما اشتملت عليه الصدور وتبين المعدن الحقيقي للصداقة ولهذا جعل الله البلاء محط اختبار لحقيقة الإيمان

( فقال: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ

فالأخبار لا تظهر إلا وقت الشدة ، فمن ساء خبره في شدتك فلا حاجة لك في محبته عند رخائك ، فالزهد في هؤلاء هو خير سبيل.

Leave a Reply